شهود عيان من عفرين: الإنجازات الحالية هي نتيجة حماس 12 آذار

أوضح شهود عيان على انتفاضة 12 آذار في قامشلو بأن الشعب الكردي في ذلك الوقت انتفض ضد الدولة وأشاروا إلى إن جميع الإنجازات الحالية، هي نتاج الحماس لانتفاضة 12 آذار.

وقعت أحداث 12 آذار 2004، خلال مباراة جمعت فريقي الجهاد وفريق الفتوة من دير الزور على ملعب 12 آذار، حيث بدأت المجموعات الشوفينية التي نظمت من قبل النظام بترديد شعارات مناهضة للكرد، وعندما رد الكرد بشعارات هاجمت هذه الجماعات الشوفينية الكرد، استشهد في الهجوم طفلان إلى جانب 9 أشخاص في قامشلو، انتفض شعب قامشلو بعد الهجوم وانتشرت الانتفاضة في انحاء غربي كردستان ومدن أخرى في سوريا، استشهد في هذه الانتفاضة 40 شخصاً وجرح المئات منهم، وبهذه الطريقة أصبحت انتفاضة 12 آذار مصدر ثورة روج آفا.

كان عارف شيخو أحد الشاهدين على انتفاضة 12 آذار، والذي تحدث عن ذلك الوقت، قائلاً:" بدأت الأحداث في 12 آذار عام 2004 في قامشلو، وكان هناك شهداء، كان الشوفينيون في المقدمة في تلك الأحداث، وعلى الرغم من أن الشعب لم يكن يريد حدوث الكثير من الفوضى، إلا أن حكومة دمشق لم تكن لديها رغبة في السلام، ولهذا السبب انتفض الشعب الكردي في حلب وعفرين، لكي يدعم شعبه في قامشلو، وأقيمت في ذلك الوقت مسيرات ضد الدولة، واستشهد بعض الأشخاص في المسيرات التي أقيمت في حلب".

انتفض أهالي عفرين وحلب من أجل دعم الشعب في قامشلو

وأفاد عارف شيخو بأنه في ذلك الوقت نزل الشعب إلى الساحات وأقيمت المسيرات من أجل حل الفوضى ومن أجل الكردايتية، وتابع قائلاً:" أقيمت مسيرة في عفرين في 16 آذار، ولم تقبل الدولة بهذا الشيء، وأرسلت قوة عسكرية كبيرة محملة بالأسلحة الثقيلة إلى عفرين، حتى تستخدمها ضد الشعب الكردي، كما فرضت الحصار الشديد على عفرين، وعلى الرغم من عدم الاستعدادات الكافية لمثل هذا الحدث إلا أن الشعب نظم مسيرات لذلك، وفي ذلك الوقت واجه الشعب وجيش الدولة بعضهم البعض، واستخدم الجيش السلاح ضد الشعب، كما استخدم الغاز المسيل للدموع ضد الشعب، واستشهد في ذلك الوقت ثلاثة أشخاص، شهيد كيفارا، شهيد جلال والشهيد حسين حيث استشهدوا تحت التعذيب ولم يظهروا جثامينهم في ذلك الوقت".

دفن الشعب شهدائهم بمراسيم شعبية

أوضح عارف شيخو إنه من أجل دفن جثامين الشهداء، تم نقل جثامين شهداء حلب إلى عفرين، وقال:" شارك شعب عفرين بشعبية كبيرة في المراسيم، ودفن شهيد في قرية مسكه في ناحية جندريسه، ودفن شهيد في قرية بعدينا، وبعدها دفن شهيد في قرية قورتقلاق، كان هناك شهيد من قرية حسن ديرا، لكن الدولة لم تسمح بدفنه ضمن مراسيم شعبية، لم يقف الشعب صامتاً على ذلك، أرادت الدولة قسراً نقل جثمان الشهداء إلى قراهم من خارج عفرين، لم يقبل الشعب ذلك، قامت الدولة في ذلك الوقت بجمع جنودها في محكمة عفرين، كما قام الشعب بنقل جثامين شهدائهم إلى قراهم ضمن عفرين ودفنوهم، كان هناك أشخاص تابعون للدولة في ذلك الوقت، وقالوا بإن هناك اتفاق بأن الدولة لن تحارب الشعب لكن هذا لم يحدث واستمرت في حربها".

دهنوا منازلهم باللون الأبيض كي لا يتم الهجوم عليهم

أعلن عارف شيخو بأن بعض العوائل من المكون العربي قامت بطلاء منازلهم باللون الأبيض كي لا يتم الهجوم على منازلهم، وقال:" ولأن الشوفنية كانت متصدرة في ذلك الوقت، فقد أعطيت معلومات للمكون العربي وقاموا جميعا في ليلة واحدة بطلاء منازلهم في شرق عفرين باللون الأبيض حتى تفرق الدولة تلك المنازل عن  المنازل الكردية ولا تهاجمها، لكنهم لم يستخدموا الأسلحة الثقيلة ضد الشعب كثيراً، لأن الشعب جميعاً انتفض، كما إن تجمع جنود الدولة من أجل دفن شهدائنا بمثابة انتصار لنا في ذلك الوقت حيث كان هناك موقف صامت بين الشعب، لكن كان هناك بعض الشباب يقولون بأنهم لن يصمتوا، ومن جهة أخرى كانت هناك بعض الأحزاب الذين أرادوا تنفيذ بعض الأعيبهم السياسية لكي تهزم حزب الاتحاد الديمقراطي، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق ذلك، وبعد مرور ذلك الوقت فرضت حظر التجوال على عفرين وبدأوا بالاعتقالات في عفرين، في كل مرة كان يعتقل أكثر من 10 أشخاص من قبل الدولة، وبعد تلك الأحداث كان الاحتفال بنوروز صعب للغاية، لكننا كنا مصرين على الاحتفال بنوروز في ذلك العام، وتم حصار عفرين بالكامل من قبل جنود الدولة لكن الشعب كان مصراً على الخروج والاحتفال بعيد نوروز، واحتفلوا في قرية بربنه، كما إنه لم كن هناك استعدادات كافية من أجل الاحتفال بنوروز في ذلك الوقت، لكن تم الاحتفال به بكل نجاح، وفي ذلك الوقت كنا ننتظر حلاً، لكن ذلك لم يحدث ".

كان منان جعفر أحد الشهود العيان على أحداث انتفاضة قامشلو في حلب، وقال منان جعفر:" كنا متواجدين في حي الأشرفية في حلب عام 2004، الشارع الذي كنت متواجداً فيه كان من الشوارع الرئيسية في حي الاشرفية، تلقينا معلومات بأن هناك حادثة شوفينية حدثت في ملعب قامشلو ضد الكرد، ولهذا السبب نزل الشباب إلى الساحات، كما نزل الآلاف من الأهالي إلى شارع في حي الأشرفية ونزلنا على إنها انتفاضة، لكن قبل أن نصل إلى الحي الثاني من الأشرفية وضع النظام العديد من رجال الشرطة والجنود ضدنا، في ذلك الوقت بدأنا بترديد الشعارات" تحيا كردستان"،" الشهداء خالدون" وشعارات وطنية أخرى، لكن النظام السوري لم يتحمل ذلك، وبدأ بإطلاق النار بطريقة وحشية، كما بدأ بالهجوم بالغاز المسيل للدموع، لكن الشباب لم يتحمل ذلك، وارسلوا رسالة تفيد إنه إذا تم شن هجوم على شعبنا فسيكون موقفنا بهذا الشكل".

وقال منان جعفر:" يتذكر أهالي الاشرفية حتى الآن هذ الحادثة كلما ذهبوا وجاؤوا في هذا الشارع، ونقول إنه بسبب حماس 12 آذار و19 تموز حصلنا على هذه الإنجازات".